أشار سماحة الشيخ علي قنواتي في حوار مع وکالة الحوزة لتاريخ تأسيس المدرسة المعصومية العلمية: أُسست هذه المدرسة المباركة بمقترح من متولي حرم السيدة فاطمة المعصومة (س) وبموافقة الإمام الخميني (ره) ومراجع الدين في قم المقدسة آنذاك، فتزينت هذه المدرسة باسم السيدة المعصومة. وامتازت هذه المدرسة المباركة بطراز معماري فريد، حيث يمكن اعتبارها صحناً من حرم كريمة أهل البيت السيدة فاطمة المعصومة (س). وتشرفت هذه المدرسة باحتضانها ورشة صناعة ضريح الإمام الحسين (ع) لعدّة سنوات والتي عمل فیها الاستاذ فرشچيان، كما تشرفت بضمها لقبور ثلاثة من الشهداء.
وأضاف مدير المدرسة المعصومية: إن تشرّف خريجي الجامعات بدراسة الحوزة العلمية هو من أمنيات الشهيد مرتضى مطهري (ره)، وحالياً نشهد وفود الكثير من الخريجين للالتحاق بالدراسة الحوزوية، حيث يتقدم للحوزة العلمية سنوياً مئات الطلاب من خريجي الجامعات، ولكن القلّة القليلة يتمكن من القبول في الحوزة والدراسة فيها وذلك لمحدودية العدد الممكن قبوله فيها. وبسبب هذا الطلب المتزايد قررت شورى الحوزات العلمية أن تختص هذه المدرسة المباركة بالطلاب من خريجي الجامعات. وتضم مدرسة معصومية حالياً حوالي ألف طالب موزعين على مرحلتي المقدمات والسطح الأول. لقد امتاز هؤلاء الطلبة الجامعيين بدافع إلهي ونية خالصة، فعلى الرغم من الفرص المادية والدنيوية التي أُتيحت لهم بعد تخرجهم من الجامعات إلا أنهم فضلوا الجهاد في سوح طلب العلم وتهذيب النفس على كل تلك المكاسب المادية الدنيوية، لقد تحلّى هؤلاء الطلاب ببصيرة نافذة وهي من أهم الضروريات لطالب العلم، ولطالما أكّد عليها الإمام الراحل (ره) والإمام الخامنئي (دامت بركاته).
وتطرق سماحة الشيخ قنواتي إلى دور الطلبة في الساحة السياسية والثقافية والاجتماعية قائلاً: إن لطلبة الحوزة العلمية دور أساسي في انتصار الثورة الإسلامية وإقامة النظام الإسلامي، لقد امتاز جميع منتسبي هذه المدرسة المباركة من كوادر وطلاب بكونهم من الثوريين المخلصين والمدافعين عن قيم الإسلام الحنيف والثورة الإسلامية المباركة، وذلك لما يتمتعون به من بصيرة وإيمان وتقوى وعلم وروح ثورية.
وأضاف مدير المدرسة المعصومية: إن من جملة برامجنا وتطلعاتنا هو تدوين نظام متكامل للتعليم والتربية يُعنى بجميع أبعاد شخصية الطالب، وذلك على ضوء الخطوط العامة المدونة في الحوزة العلمية وتوجيهات سماحة السيد الإمام الخامنئي.
وفي مجال الإعلام وضرورة تربية الطلبة في هذا العصر قال سماحته: إن للإعلام دوراً مهماً في رسم الكثير من المعادلات السياسية والاجتماعية والثقافية بل والاقتصادية أيضاً، لقد اهتمت الحوزة العلمية بهذا المجال لما له من أهمية في مجال تبليغ التعاليم والقيم الدينية، فلا زالت المجتمعات البشرية متعطشة لحقائق التوحيد والقيم الإسلامية ومعارفها. والإعلام هو جسر لنقل هذه المعارف، ولكن للأسف نجد بعض قنوات الإعلام المنحرف عن جادة الحق والتقوى تبث سمومها، ولذا من مسؤوليتنا بيان الحقيقة وذلك من خلال مجابهتها وكشف زيفها.
وأضاف سماحته: من جملة اهتماماتنا للتبليغ ونشر الإسلام على الصعيد العالمي، هو مركز اللغات في المدرسة المعصومية، والذي نشط منذ بداية تأسيس هذه المدرسة المباركة، ويُعد من أفضل مراكز تعليم اللغات على مستوى البلاد، حيث تخرّج الكثير من طلاب العلم من هذا المركز واشتلغوا بالتبليغ الديني على مستوى العالم. إن من أهم أولوياتنا أن تكون هذه المدرسة من المدارس الرائدة في مجال التبليغ الديني على مستوى العالم أجمع، وقد حققنا نجاحاً نسبياً في هذه المجال.
وتطرق سماحة الشيخ قنواتي إلى المجال الفني والأدبي قائلاً: منذ زمن بعيد والعلماء يهتمون بالفن والأدب، لقد كان بعض العلماء شاعراً؛ ومن جملتهم: السيد الإمام الخميني (ره) والشيخ محمد حسين الاصفهاني (ره) والسيد العلامة الطباطبائي (ره) والعلامة حسن زاده (دامت بركاته) وسماحة السيد القائد الإمام الخامنئي (دامت بركاته). ولما للفن والادب من أهمية فقد دخل هذا المجال ضمن اهتمام الحوزة العلمية، وبحمد الله تعالى فقد أسست مدرسة معصومية جملة من الاتحادات الفنية والأدبية كاتحاد الشعراء واتحاد الكتّاب واتحاد الخطاطين.